الثلاثاء، 28 مايو 2024

...بوح ...



#بوح 

... ماما ... 
...... في كل يوم يمر ... نعتقد ان المصاب قد تبرد لوعته قليلا ... كما يقال بفعل الايام .. و جري الاقدار .... و مشاغل الحياة .... و تلاهي المسؤولية ... يقال ... بأن .. وقع الفقد تخمد ناره .... ولذعة البعد .... تتبلد ربما او تنسى ...  
ماما ............................كذبوا في ذلك ...... ........ 

غصة بعدك و فقدك .... لازلت اتجرعها...
وافزع فقدك  ...في لحظة . ...  ... اجدني  ابحث  فيها عنك بكل ما اؤتيت من روح ...  .... 
في كل لحظة مشورة .... ولحظة ..أنس ... ولحظة سعد ..... و لحظة حيرة ....ولحظة خاطرة اريد مشاركتها اياك وتشاركيني 
.... و لحظة وهن اريد فيها المساندة ....
لحظة فزع .. ولحظة الطفلة في أحضان جنة الله ولطفه من بين كل عباده تحويها   ... 
 
رائحة غمرك..و حرارة جسمك ... و دفى ذراعيك و كأنها الامان المطلق ابدا ... 
فيه تتبدد كل مخاوفي و هواجسي و ترددي و اغترابي وحيرتي.... 

ما همني من بقى ومن لوح بالغياب و من أثر نفسه عن البقاء  ولا من وفى بوعده ولا من خان عهده ولا من قسى ولامن قدم الأذى ... 
ما دمت اسمع منك حال دخولي عليك بَعد كل بُعد سفر..... هلا هلا هلا ....حبيبتي حبيبتي حبيبتي 
و تغالبين الدمع و ترفعين ذراعيك لتهدهدين قلبي المتعب...   اقعد المرض جسدك ..... و روحك كلها عافية يا ماما .... 

تاخذينني في غمرك و تقبليني وكأني ذات الطفلة الصغيرة التي ما مر على عمرها من الايام عام !!  ...... 
كانك تشفقين على قلبي من احمال ما تهيأت لحملها بعد ! ...
 و على روحي مما أصابها من قسوة الدنيا ...

 وانتي تعلمين جيدا ... 
ان هذه النفس المتقاوية و طينها الارطب .. 
تكسرها القسوة ... وتعلمين ان مقدار تباعدي .بقدر  المي وصراعاتي التي اخفيها  ...  ف انزوي ..وانطوي .. 
حتى لا أؤذي ... ولا أؤذى .  .. 

انتي التي كانت تخرجني في كل مرة من ذاك الكهف المظلم 
الذي لا زمان ولا مكان و لا أنيس فيه ... الا تمتات دعاء وكثير فزع و دمع ... 

انت التي تعلمين جيدا ..... كنت تخافين تركي في مهب القدر .. لأنك تعلمين... قلب الطفلة تلك لا يقوى الإبحار في موج الدنيا و غدرها وتقلبها العاتي ... 

كنت تقولين وسط دمعك بلهجة عراقية 
 ... لو بيدي احطج بقلبي واقفل عليج .... 
نعم ماما ..............
.. مقامي و أمني و اماني هناك ..... يا أمي...
 بين اضلاعك ..... 

هذه الدنيا ما خلقت لكل روح 
ترحل منها الأرواح الرحيمة و النقية سريعا لأنها... 
تنهش من اعمارهم و عافيتهم وطهرهم سريعا ... 
ما خلقوا لها يا أمي .... .. 

ماما ..... 
بقيت انا و طفلتي ... طفلتين ..  يا أمي.....  لطيمين 
اين القاك ... لأسألك... لاستشيرك ..... واسمع الرأي  السديد ...الحكيم ..المتزن.. بحلم واشفاق عالم  .. 
دون توبيخ او استنقاص او استعلاء او مهانة 
حاشاك ... 

وبلهجة عراقية ........ 

صوتج يلمني ... يا يمه... ....إل يريد امه ... ... وين يروح .....  
محالله يمه وموهوبه من قلب ولسان 
اشتاقيتلج حيل  ..... يا سترنا وغطانا و عافيتنا يمه ... 

انهد القلب ..  يالذكرج على لساني ما غاب 
 بلحظة التعب و العافية ....
ما تركتي بينا جانب بحياتنا الا وبيه بصمتج و صوتج و حسج و نصحج ... يا رحمة الله 

.......

..... ارتحل برحيلك الندى ...والآاه في قلبي يمزقها الصدى واروح اكتمها ...تبوح بسرها نار من الاشواق جاوزت المدى .... اليوم احزاني تثور ...كأنني استذكر الماضي لكي يحيى غدا ..   يا لحظة ..هلا تعود فأنثني لأقبل الراس المبجل  واليدا ...
و اشم ريح المسك في انفاسها ... و أعود اذكر بسمة أحيا بها والدمع يسلب خاطري أنى بدا .. ارجوا رؤاك والعيون كليلة ... نرجو الاماني .. ثم يسبقها الردى .... واه على دنيا ...تلوذ بليلها   ....  لا فجر يوقظ في ثنياها الهدى .... يا أيها الحب المسجى في الثرى💔 ...الحب ليس يموت او يمضي سدى ... لو كان في هذه الحياة مخلد .... ما ودعت هذه الحياة محمدا !! 

يارب اشملنا برحمتك ... و عفوك 
واجمعني بيها على خير ترضاه 
و ردني إليك ردا جميلا ... 
على حال يسرها ...  
يا رب يا كريم ...
خذ بيدي .. و نور بصيرتي.... 
انت خالقي و خالقها ... 
ورزقتني إياها بلا حول ومني ولا قوة 
و كتبت قدرها بقربك في عليين... 
ارحمنا برحمتك ... يا رحيم

#د_إيمان_محمد_عباس