الأربعاء، 24 أغسطس 2011

كَيّفَ حَـآلُكَ يَ صَغِيّري .. ؟

كَيف حالكَ يا صغير ؟
كَيف تأكل ؟
أخبرتني يوماً أنّكَ تأكل هواءً لا طعمَ له , لكنّه يسدّ رمقك !
أمازال هواؤك على قيد الحياة ؟
ألم يُصب بموت الأحياء مثلك ؟
أمازالت الأيّام تقلبك بينها ؟
أمازلتَ تستنجدُ ولا أحد يسمع ؟
أما زال وجهكَ على قيد الحياة ؟
أما زالت أحشاؤك جافّة , لا يرويها حتّى الماء ؟
أما زلت تجمعُ لعابك لترطب بهِ فيك ؟

وَ ما حال عروقك ؟
أتعدها إلى هذا الوقت ؟
أذكر أنك كنتَ تحاول عدّ كريات الدم الحمراء , لكنكَ تفشل كل مرةٍ ؛ لأنك تخشى من عدها جيّداً فتجد أنها لا تكفيك !
أتصدق أني ماعدتُ أستطيع النظر لصورك ؟
؛ لأني أخشى علي من عتابك
!
أخشى أن تتذكر حديث عمر ” أنثروا القمح على رؤوس الجبال لكي لا يقال جــاع طيــر في بلاد المسلميــن . ” فَيتعصر قلبك ,
 أخشى أن أرى إلى عينيكَ الصغيرتين فأقرأ فيهما سالفةً حزينة
!
أخشَى أن تضحكَ في وجهي :
نحن كل عامنا رمضَان , لكننا لا نفطر ولا نتسحر أبداً
!
أخشَى من كل شيء !
أخشى من أن تموت أمامي , موتةً الأحياء .
موتةٌ لا جوعَ فيها وَ لا عطش
.
.
نَم يا صغيري نَم , وَ سأحكي قصة الطفل الذي قد جاعَ في الصومال 
وَ لم يجد طعمٌ يبلل ريقهُ سوَى أن يُسلم نفسه للموت !*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ضَعْ بَصمَتك..~