الاثنين، 3 ديسمبر 2012


لفتة جميلة من الأستاذ الدكتور أحمد خيري العمري

حول قوله تعالى: "الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ الحج"

.. بعثت في نفسي فكرة لطالما أكّدت عليها في بعض المقالات والخواطر، وكنتُ أمرّ على الآية ولا أنتبه إلى أصالة هذا المعنى فيها؛ أنّ شريعة الله لا يمكن لها أن تقام في وضع هشّ، ضعيف، مضطرب، لا يملك أسباب القوة والتمكين.. وإنما في وضع سيادي قوي يملك من "التمكين" ما يؤهّله للحدّ الأدنى على الأقلّ من التصدي للمؤامرات الداخلية والخارجية التي تسعى إلى تقويض المشروع الإسلامي..
وهو تماما ما حدث في المدينة المنوّرة؛ حيث اجتمعت "الشرعية الدينية" المتمثّلة بأحقّية شريعة الله الربانيّة لتحكم حياة الناس، مع ما يمكن أن نسمّيه بـ "الشرعية الشعبية" التي تبايع طوعا على قضية الشريعة ويكون لها الثقل الغالب في المجتمع، مع "الشوكة" وبالمصطلح الحديث "القوة".. فكي تُقام شريعة الله في الأرض لا بد من "إرادة شعبية" ولا بد من "قوة وتقدّم"، وتلك من أهمّ عناصر التمكين المعاصرة.. وما سوى ذلك فهو تجارب هشّة وعاجزة عن إقامة النموذج الحضاري الإسلامي على أرض الواقع!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ضَعْ بَصمَتك..~